سورة الذاريات - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الذاريات)


        


قوله عز وجل: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} السائل: الذي يسأل الناس، والمحروم: الذي ليس له في الغنائم سهم، ولا يجري عليه من الفيء شيء، هذا قول ابن عباس وسعيد بن المسيب، قالا المحروم الذي ليس له في الإسلام سهم، ومعناه في اللغة: الذي منع الخير والعطاء.
وقال قتادة والزهري: {المحروم} المتعفف الذي لا يسأل.
وقال زيد بن أسلم: هو المصاب ثمره أو زرعه أو نسل ماشيته. وهو قول محمد بن كعب القرظي، قال: المحروم صاحب الجائحة ثم قرأ: {إنا لمغرمون بل نحن محرومون} [الواقعة- 66- 67].


{وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ} عبر، {لِلْمُوقِنِينَ} إذا ساروا فيها من الجبال والبحار والأشجار والثمار وأنواع النبات. {وَفِي أَنْفُسِكُمْ} آيات، إذ كانت نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظمًا إلى أن نفخ فيها الروح.
وقال عطاء عن ابن عباس: يريد اختلاف الألسنة والصور والألوان والطبائع.
وقال ابن الزبير: يريد سبيل الغائط والبول يأكل ويشرب من مدخل واحد ويخرج من سبيلين.
{أَفَلا تُبْصِرُونَ} قال مقاتل أفلا تبصرون كيف خلقكم فتعرفوا قدرته على البعث.
{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} قال ابن عباس ومجاهد ومقاتل: يعني المطر الذي هو سبب الأرزاق، {وَمَا تُوعَدُونَ} قال عطاء: من الثواب والعقاب. وقال مجاهد: من الخير والشر. وقال الضحاك: وما توعدون من الجنة والنار، ثم أقسم بنفسه فقال: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ} أي: ما ذكرت من أمر الرزق لحق، {مِثْلَ} قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: {مثل} برفع اللام بدلا من {الحق}، وقرأ الآخرون بالنصب أي كمثل، {مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} فتقولون: لا إله إلا الله. وقيل: شبه تحقيق ما أخبر عنه بتحقيق نطق الآدمي، كما تقول: إنه لحق كما أنت هاهنا، وإنه لحق كما أنك تتكلم، والمعنى: إنه في صدقه ووجوده كالذي تعرفه ضرورة. قال بعض الحكماء: يعني: كما أن كل إنسان ينطق بلسان نفسه لا يمكنه أن ينطق بلسان غيره فكذلك كل إنسان يأكل رزق نفسه الذي قسم له، ولا يقدر أن يأكل رزق غيره.


قوله عز وجل: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}، ذكرنا عددهم في سورة هود {الْمُكْرَمِينَ}، قيل: سماهم مكرمين لأنهم كانوا ملائكة كرامًا عند الله، وقد قال الله تعالى في وصفهم: {بل عباد مكرمون} [الأنبياء- 26] وقيل: لأنهم كانوا ضيف إبراهيم وكان إبراهيم أكرم الخليقة، وضيف الكرام مكرمون.
وقيل: لأن إبراهيم عليه السلام أكرمهم بتعجيل قراهم، والقيام بنفسه عليهم بطلاقة الوجه.
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: خدمته إياهم بنفسه.
وروي عن ابن عباس: سَمَّاهم مكرمين لأنهم جاؤوا غير مدعوين. وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».
{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}، أي: غرباء لا نعرفكم، قال ابن عباس: قال في نفسه هؤلاء قوم لا نعرفهم. وقيل: إنما أنكر أمرهم لأنهم دخلوا عليه من غير استئذان. وقال أبو العالية: أنكر سلامهم في ذلك الزمان وفي تلك الأرض.
{فَرَاغَ}، فعدل ومال، {إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ}، مشوي.
{فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ}، ليأكلوا فلم يأكلوا، {قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ}، أي: صيحة، قيل: لم يكن ذلك إقبالا من مكان إلى مكان، وإنما هو كقول القائل: أقبل يشتمني، بمعنى أخذ في شتمي، أي أخذت تُوَلْوِلُ كما قال: {قالت يا ويلتي} [هود- 72]، {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}، قال ابن عباس: لطمت وجهها. وقال الآخرون: جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجبًا، كعادة النساء إذا أنكرن شيئًا، وأصل الصك: ضرب الشيء بالشيء العريض.
{وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}، مجازه: أتلد عجوز عقيم؟ وكانت سارة لم تلد قبل ذلك.

1 | 2 | 3 | 4